نحن والانترنت
سيل من الرسائل الالكترونية نتلقاها، لا أقول كل يوم، بل كل ساعة، وربما كل دقيقة. نعرف أحياناً مصادرها وأكثرها نجهلها.
ومع التطور التكنولوجي لم يعد التلقي قاصرا على جلوسك أمام جهاز الحاسوب، بل تتلقى كل ذلك في لحظة على جهازك، الـ بيبي. بيبي.
ولا شيء في ذلك، لكن أن تتحول تلك الرسائل إلى كابوس تعيشه أنت وأسرتك، هنا تكون المعاناة حين تجد نفسك ليس فقط ممنوعا من تناول شرابك المفضل أو وجبتك التي تحبها، بل أصبحنا بفعل هذه الرسائل نعيش يوميا في دوامة من القلق والخوف من الأمراض والإصابات المختلفة، لأنها تطالبنا بمقاطعة كل المنتجات.
فالمرطبات تم التوقف عن شرائها لأنها تحوي مواد تنظيف وتزيل بقع بقوة البقع التي تتجمع في الأدوات الصحية، النقانق لا نأكلها لأنها بقشور بعض الحشرات، الإندومي قاطعته بسبب وجود مواد تسبب أمراضا خطيرة، الشامبو، والصابون، وغيره من المنتجات التي أصبحنا نتوقف مطولا ونتردد كثيرا أمام الرفوف، فكلما هممنا باقتناء حاجياتنا تذكرنا الرسائل الالكترونية وأعدناها إلى مكانها وعيون الصغار ترقب أطعمتهم المفضلة، وألعابهم الجميلة التي لطالما استمتعوا بها قبل موضة «الممنوعات» هذه التي أحالت حياة الناس إلى رعب.
الأمر تجاوز خطوط التوعية والتثقيف بمخاطر وأضرار المنتجات الاستهلاكية سواء كانت غذائية أو غيرها، ودخل في المحظور الذي يجب أن يتوقف.
أما حكاية انشر وارسل إلى 10 أشخاص أو 100 شخص كي تدخل الجنة وتنجو من النار وتتجنب النار فتلك وحدها يطول شرحها.
ولا ندري في هذا، كم الأشخاص البسطاء الذين انساقوا وراء هذه الدعوة أملًا في نيل الجنة، وكأن الجنة أصبحت مقرونة عند البعض بارسل أو انشر.
صحيفة البيبان الطلابية
هذا الموضوع مفتوح للنقاش