نِسْيَـ،ـان مُـ،ـؤَقَـت.. !!

ADMIN البــلـد : المزاج :

خلق الله في هاذه الدنيا بني آدم و بنت حواء لكي يعطيهم حقهم في العيش .. و خلق في كل روح إنسان نفس
أمارة بالسوء تغمض له عين الحق و الخير و تفتح له عين الضلم لكي يبصر بها طريق الشر ..و خلق الله في
هاذه الحياة لكل الأشياء أضداد ..أضداد في المعاني ..و أضداد في الخصومات بين البشر و الحيوان .. حتى أضداد
بين ذكريات الإنسان و نفسه .. و لم تخلق كل هاذه الأمور هباء ..بل هي أشياء تجعلنا نبصر بها الطريق السليم و نفرق
بين الصواب و الخطــأ .. و لا غيــر ذلك ..

لا أضن أنه منا اليوم من تأتيه فرصة للعودة إلى ذكريات طفولته و يرفضها ..لأنه كما قيل أن الطفوله من أسعد مراحل
حياة كل إنسان ..مرحلة نشئنا فيها و ترعرعنا بين جدارنها لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم .. و أضن أن مرحلة الطفولة
هي مرحلة حاسمة في تحديد مستقبل كل شخص لأنها نقطة البدأ لكل مراحل الحياة المتعاقبة .. مرحلة كنا و لازلنا يشدنا
الحنين إليها كلما رأينا أطفالا صغارا يلهون و يتمتعون بمرحلتهم .. حيث يعود بنا الزمن إلى الوراء في رحلة مجانية لنتذكر
حينها بعض من ذكرياتنا..منها الجميلة و منها السيئــة .. و مع ذلك تبقى بالنسبة لكل واحد منا مجرد ذكريات سعيدة ..
لأنه لا شيء بعدهاآ سيعوضنا عن أصدقاء الطفولة و أوقات الطفولة و ناآآس الطفولة .. لا شيء يعوضناآآ بعدها عن
مرحلة الطفولــة كلهــاآ..و لا غيـر ذلك ..
تمر الأياآآم و تأتي الأياآم لنصل اليوم إلى مرحلة أخرى من مراحل الحياة و ننزل في محطتها بعد رحلة طويلة في قافلة السنين ..
مرحلة إستيقضناآ فيها لنقابل أشيـاء عديدة و لنتعلم منها دروساآآ جديـدة ..و لنقف وقفة ترحم على أشلاء ذكريات طفولتنا ..
التي إغتالتها مراحل الحياة المتبقية ..لنرى و نفهم أنه لا مجال للمقارنة بينهما... فكل شيء مختلف..ففلسطين التي تركناها
تتعرض للضلم و الإضدهاد ..وجدنـا أحوالهاآ تسير من سيء إلى أسوأ... و وطني الجزائر الذي أحاول دائما أن أعطيه
نصيب كبير من التفكير في أحواله و ليس التكفير فـي أفعالـه.. في محاولة التذكر ما مررنا به سابقآآ و الذي سيزال حلقة
ستضل عالقة في كل عقل مواطن حر .. و كل هاذا بالرغم من أنه هناك فرق في ما كنا نعيشه في تلك الفترة و الفترة الحالية..
لكن هاذا لا يمنع من أن يكون هناك أمور رغم سلبيتها وجب أن نتذكرها وتذكر ما خلفته من مآسي لنعطي بها عهدا على
أنفسنا بعدم الوقوع فيها مجددا.. فالنحاول جميعا بأن نصنع من ذكرياتنـا مرفأ لرسو و إنطلاق بواخر السلام و العزيمة فيه ..
لانني في الحقيقة أن مرفأ ذاكرتي قد حطمه إعصــار النسيـان الذي أصبحت أعاني منه في الفترة الأخيرة ..و سأحاول ترميمه
بعد زاول هـاذا الإعصـاآآر... و هاذا كـل ما في الآمر ..

كنت جالسا انا و صديق لي في حارتنا القديمة نتجاذب اطراف الحديث لاتفاجئ بشاب يقترب منا بإبتسامة ..فصافحنا و سلم علي
مناديا بإسمي سائلا عن احوالي ..و أنـا لم اجد من وسيلة أخرى للتخلص من عجبي سوى أن أرد على أسئلته بسؤاله عن احواله
أيضاآآ ..ثم أردف قائلا ..ألا تتذكرني ؟؟ ..نضرت إليه و قلت له ..لا أريد ان أحبطك و لكن بصراحة انا لا أتذكرك بتاتا ..
فضحك ضحكة تدل على أنه شخص يعرفني تمام المعرفة ..ثم قال لي مازحا ..إذا كيف أنا عرفتك من بعيد و أنت لم تعرفني
حتى عندما إقتربت منك .. ثم أردف قائلا بأننا كنا زملاء في مرحلة الإبتدائية ساردا علي أسماء بعض الأفراد الذين منهم ما عرفته
و منهم ما لم أعرفه ..حتى أنه سرد علي إسم المعلمة التي كانت تدرس فينا و إسم المدرسة التي كنا نزاول بها دراستنا .. لأتذكر
بعدها من هاذا الشخص و معتذرا منه عن عدم تذكري له .. قائلا له مازحا أيضا .. لو أنك سألتني عن ماذا أكلت بالأمس فلا أتذكر!!..
فكيف تريدني بان أتذكر ذكريات عمرها سنين ... و جلسنا قليلا نسترجع شريط ذكريات مضت ..و تفارقنا على أمل ان نلتقي مجددا ..
و على امل ان لا يعتريني هاذا النسيــان المؤقت من جديد الذي أصبح كابوس يؤرقني بكل صراحة ...

بعض الأسئلــــة حول الموضـــوع :

1-هل من الواجب علينا أن نعود أحيانا إلى ذكرياتنا ؟؟
2-و كيف ترى نفسك بعد إسترجاع شريط ذكرياتـك ؟؟
3-و اي شيء تريد أن إضافته ..

موضــــوع بسيــط ..بقلمــــي البسيــط
شكـــرا لكــم.